[ad_1]
في عالم المجوهرات، حيث يتلاقى الفن مع الفخامة، تظهر تقنية “Tremblant” كواحدة من أكثر الابتكارات إبداعاً وسحراً، هذه التقنية، التي تعني “الاهتزاز” بالفرنسية، ليست مجرد أسلوب تصميم، بل هي تعبير عن الروح الحية والحيوية التي يمكن أن تتجسد في قطع المجوهرات، من خلال استخدامها لوصلات دقيقة تسمح بالحركة الطفيفة، تجعل “Tremblant” المجوهرات تبدو وكأنها ترتعش بلطف مع كل حركة، مما يضفي بريقاً وحياة على الأحجار الكريمة والمعادن الثمينة.
انضمي إلينا في رحلة عبر الزمن لاكتشاف تطور تقنية “Tremblant” وكيف أضافت بعداً جديداً ومبهراً للمجوهرات، وتحول القطع الثمينة إلى أعمال فنية نابضة بالحياة؛ لتخطف الأنفاس بلمساتها المدهشة.
أصل تقنية Tremblant وتطورها
تم تطوير تقنية En Tremblant لأول مرة في فرنسا خلال القرن الثامن عشر، ولكنها زادت تطوراً في القرن التاسع عشر، في فترة جمعت بين الحرفية والفخامة في المجوهرات؛ حيث ظهر هذا المصطلح، والذي يعني الاهتزاز باللغة الفرنسية، وهو يعبر بدقة عن الطبيعة الديناميكية لهذه التقنية، كانت التقنية تستخدم بشكل رئيسي في تصميم دبابيس الشعر والزهور المزخرفة التي كانت ترتديها النساء من الطبقة الأرستقراطية.
تعتمد تقنية En Tremblant على وضع العناصر المزينة، مثل الأزهار أو أوراق الشجر أو الفراشات، على نوابض صغيرة ودقيقة تسمح لها بالتحرك بحرية، هذه النوابض غالباً ما تكون مخفية بدقة تحت المجوهرات، مما يجعل الحركة تبدو طبيعية وكأنها جزء لا يتجزأ من التصميم، وعندما تتحرك المرأة أثناء ارتداء المجوهرات، تستجيب هذه العناصر بشكل لطيف للحركة، مما يضفي عليها حياة وحيوية.
تأتي دار كارتييه Cartier ضمن أشهر علامات المجوهرات الفرنسية التي قامت بتصميم العديد من القطع الرائعة باستخدام تقنية En Tremblant، وأبرزها دبابيس الزهور من مجموعة القرن العشرين؛ حيث تحتوي على أزهار مزينة بالألماس ومتصلة بنوابض صغيرة تسمح لها بالاهتزاز برقة مع حركة منْ ترتديها، مما يخلق تأثيراً بصرياً ساحراً.
كما تعتبر دار فان كليف أند آربلز Van Cleef & Arpels من الماركات الرائدة في استخدام تقنية En Tremblant أبرزها دبوس الباليه Ballerina Brooch الذي يعود إلى الأربعينيات، هذا الدبوس يجسد راقصة باليه بتفاصيل دقيقة وملهمة، حيث إن تنورة الراقصة مزينة بأحجار كريمة متصلة بنوابض صغيرة تجعلها تتحرك بخفة مع أدنى حركة، مما يضفي حيوية وجمالاً خاصين على القطعة.
وقد أهدى إدي فيشر Eddie Fisher بروش تريمبلانت Tremblant من بلغاري Bulgari للممثلة إليزابيث تايلور، وهو بتصميم مستوحى من الزهور، مما أضفى عليه مظهراً حيوياً وطبيعياً، وزاد سحراً وفخامةً بالألماس والزمرد، وهو من ضمن القطع التاريخية بتقنية الاهتزاز En Tremblant، وذلك باستخدام وصلات دقيقة ومرنة تربط بين أجزاء البروش بحيث يمكن للأجزاء أن تتحرك بشكل طفيف، مما عزز جمالها وجعلها تتغير حسب الزاوية والإضاءة.
أيضاً تم تقديم هذا البروش بتقنية الاهتزاز من بلغاري Bulgari إلى إليزابيث تايلور في عيد ميلادها الثلاثين من قبل زوجها إيدي فيشر، وهو يتميز بثلاث أزهار من الألماس مرصعة بماسة صفراء زاهية عيار 3.38 قيراط وماستين صغيرتين باللون البني، وهو أحد إبداعات الدار الشهيرة في عالم المجوهرات.
كما أن بروش Millennium Clip من فان كليف أند آربلز Van Cleef & Arpels من إحدى القطع الفاخرة التي قدمتها العلامة احتفالاً ببزوغ فجر الألفية الثالثة، ابتكرت الدار تصميماً مزدوجاً من الزهور ومزيناً بأحجار الياقوت والألماس، وعند ارتدائها منفردة أو كزوج، تتألق كل زهرة بخمس ماسات على شكل كمثرى مثبتة على أجهزة اهتزاز لتنبض بالحياة.
شاهدي تصاميم أقراط الكابوشون ستأسر قلبك من أول وهلة.. نسقيها لرقيّ مثالي
الابتكار والإبداع في تقنية En Tremblant
ما يميز تقنية En Tremblant ليس فقط قدرتها على إضفاء الحركة، بل البراعة والحرفية المطلوبة لتنفيذها؛ إذ تتطلب مهارة فائقة في صناعة المجوهرات، ويجب على الصائغ أن يضمن توازن العناصر المتحركة بدقة بحيث تكون الحركة سلسة وطبيعية، وهذا المستوى من الحرفية يجعل من كل قطعة مجوهرات مصنوعة بهذه التقنية عملاً فنياً فريداً.
ابتكرت دار شوميه Chaumet للمجوهرات الفرنسية العريقة، العديد من القطع باستخدام تقنية En Tremblant من أبرز أمثلتها دبابيس زهرة نابليون (Napoleon’s flower pins) من القرن التاسع عشر، وكانت هذه الدبابيس مرصعة بالألماس ومزينة بأزهار تتحرك بلطف بفضل النوابض الدقيقة، مما يعكس فخامة وأناقة الحقبة النابليونية.
أيضاً قامت دار تيفاني آند كو Tiffany & Co بتصميم قطع مذهلة بتقنية En Tremblant، مثل دبابيس الأزهار من القرن العشرين؛ حيث كانت الأزهار مرصعة بالألماس وتتحرك برقة مع حركة مرتديها، مما يعكس جمالاً خلّاباً وحيوية مدهشة.
وقد اجتذبت مجموعة بريليانت Mr. Jorge’s Brilliant collection للمصمم فرناندو جورجي Fernando Jorge إعجاب النساء بالطريقة التي تتحرك بها، وهو مصمم برازيلي مقيم في لندن، وخاصةً أقراط الديسكو Disco Earrings؛ حيث لا تتمكن المرأة التي ترتديها من التوقف عن تحريك رأسها وهي تنظر إلى المرآة لترى هذا الإبداع اللافت للأنظار.
تبدو الأقراط على شكل كمثرى لقضبان الذهب المتوازية عرضياً والمرصعة بالألماس، والمتصلة بواسطة عمود مركزي مرن من مفصلات مخفية، متوازنة بدقة بحيث تهتز بسهولة عندما تتحرك الرأس.
وقد أصبحت هذه الأقراط ضمن القطع الأكثر مبيعاً في المجموعة، وارتدتها النجمات على السجادة الحمراء مثل ساويرس رونان Saoirse Ronan وتريسي إليس روس Tracee Ellis Ross.
إليكِ موديلات سلاسل ذهب بتصاميم عصرية جريئة موضة ربيع وصيف 2024
تقنية Tremblant في العصر الحديث
على الرغم من أن تقنية En Tremblant تعود إلى قرون مضت، إلا أنها لا تزال تحظى بشعبية كبيرة في صناعة المجوهرات الفاخرة اليوم، بل أصبحت أكثر تطوراً وإبداعاً، وتواصل الكثير من دور المجوهرات الشهيرة استخدام هذه التقنية في تصميماتها الحديثة، مما يعكس استمرار الجاذبية والابتكار الذي تمثله.
استخدمت دار المجوهرات الفرنسية بوشرون Boucheron تقنية En Tremblant في العديد من تصاميمها الفاخرة. واحدة من القطع البارزة هي دبوس الفراشة (Butterfly brooch) من مجموعة Nature Triomphante هذه الفراشة تتألق بأجنحة مرصعة بالألماس والأحجار الكريمة الملونة، مركبة على نوابض دقيقة تسمح لها بالاهتزاز بخفة، مما يضفي على الفراشة مظهراً واقعياً ينبض بالحياة.
وتعد قلادة Lierre Givré من بوشرون Boucheron مزيجاً من التقنيات القديمة والحديثة التي جمعت بين تصميمها الرقمي ثلاثي الأبعاد ونظام الاهتزاز الفرنسي في القرن الثامن عشر، حيث يتم تثبيت أجزاء مختلفة من القطعة على نوابض ملفوفة بالأسلاك للحصول على الحركة، وهي قلادة من الذهب الأبيض مرصعة بالكاشولونج Cacholong ومرصوفة بالألماس على التيتانيوم.
كما أبدعت دار جيرارد Garrard بروش Muse Filigree المستوحى من الطبيعة، بتصميم الفراشة ذات الخيوط المتداخلة تبدو مثل الدانتيل، وهي مصنوعة من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً لتبدو وكأنها أجنحة برّاقة بشكل قلب، مع ألماسة من التورمالين الأخضر بقطع الوسادة ذات حجم كبير وتزن 8.50 قيراط، مع إضافة تقنية En Tremblant للأجنحة، حتى تهتز بلطف عند ارتدائها.
ومن القطع المميزة والاستثنائية بهذه التقنية، قلادة Heritage من فابرجيه Fabergé، وهي مصنوعة من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطاً ومرصعة بـ23 قطعة ألماس أبيض مستدير، بوزن 0.35 قيراط، ومينا بلون أزرق مائل للأخضر. حينما تُفتح البيضة، تكشف عن مفاجأة نجمة مكونة من ألماس أبيض مقطوع ببراعة. تم تصميم النجمة لتتحرك وتتلألأ عند لمسها. حجم القلادة هو 22 ملم وتأتي مع سلسلة من الذهب الأصفر، وهي مستوحاة من البيض الإمبراطوري الشهير، ولكنها تتضمن أسلوباً عصرياً في استخدام الألماس والأحجار الكريمة الملونة.
تقنية “Tremblant” تذكرنا بأن المجوهرات ليست مجرد زينة، بل هي قطع فنية تحمل في طياتها قصصاً وتاريخاً، إنها تعبير عن الحرفية والذوق الرفيع، وعن السعي المستمر نحو الإبداع. في كل مرة ننظر فيها إلى قطعة مجوهرات تستخدم هذه التقنية، نشعر بالدهشة والإعجاب أمام قدرة الصائغين المحترفين على تحويل المعادن والأحجار الكريمة إلى أعمال فنية حية.
سيعجبك أيضاً: ملكات وأميرات الدنمارك والنرويج بتيجان ذات تاريخ مشترك.. ما قصتها؟
[ad_2]
Source link