نصائح كي تعلّمي طفلك طقوس عيد الأضحى

يمر على المسلمين كل عام عيدان عظيمان، هما عيد الفطر وعيد الأضحى، ولأن الله سبحانه وتعالى قد ذكر في كتابه الكريم عن أهمية تعظيم شعائر الله وكذلك الاحتفال بها وإحيائها، فمن الضروري أن تقومي بعدة خطوات وتتبعي عدة نصائح لكي يعتاد طفلك على هذه الشعائر والطقوس الإيمانية والتي اعتدنا عليها ونتبعها بكل حب وسعادة وننتظر موعد حلولها، ولذلك فقد التقت ” سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها” بالمرشد التربوي عارف عبد الله والذي أشار إلى نصائح لكي يتعلم طفلك طقوس عيد الأضحى، مثل حكاية القصص عن المراسم والطقوس، والحث على صلاة الجماعة قبل حلول العيد، لكي يذهب لأداء صلاة العيد، وغيرها من النصائح التي يفضل أن يتبعها طفلك ويتمسك بها بكل حب وطواعية وينقلها لأطفاله حين يكبر ويصبح أباً مسئولاً كالآتي:

احكي له قصصاً عن مراسم فريضة الحج

غالباً ما يكون من الصعب على الطفل أن يستوعب مراسم فريضة الحج كما تنشر من خلال كتيبات مثلاً، أو كما تنشر من خلال مواقع الإنترنت، وغالباً ما تجد الأم أن طفلها لا يعرف مراسم هذه الفريضة التي تعد أحد أركان الإسلام الخمسة، ولذلك فعلى الأم أن تبدأ بتحضير قصص قصيرة عن الحج وكل ما يخصه من شعائر ومراسم قبل حلول عيد الأضحى وموسم الحج بأيام كثيرة، وحبذا لو كان ذلك على أجزاء وليس دفعة واحدة، والجلوس مع الطفل في أجواء إيمانية جميلة مخصصة في البيت، مثل الجلوس في ركن الصلاة يكون رائعاً لتوصيل مثل هذه المعلومات للطفل، وبالتالي فلن تجد الأم سوى كل ترحيب لدى الطفل لإحياء طقوس وشعائر العيد.
مسابقات منزلية للأطفال عن عيد الأضحى وجائزة لكل مجتهد

عوّديه على صلاة الجماعة

قومي بتعويد طفلك منذ أن يتعلم الصلاة على أدائها في جماعة، مثل الذهاب إلى المسجد مع الأب في حال الطفل الذكر، ولا تنسي أن يكون لطفلتك نصيبها من التعود على صلاة الجماعة قدر الإمكان سواء في المناسبات بحيث تؤمها امرأة، أو الخروج إلى صلاة العيدين وفق الطقوس الدينية في كل بلد، فهذه الخطوة مهمة وفعالة في تعويد وتدريب الطفل على أداء صلاة العيد في المسجد في صباح يوم العيد، مع تعريف الطفل على سنن الصلاة وآدابها وما يستحب القيام به أثناء التوجه للمسجد، كما أن صلاة العيد تكون مناسبة للطفل لكي يلتقي بالأحبة وتبادل التهاني وإزالة أي خصام بين الأقارب والجيران، فما يقوم به الأب القدوة ينتقل للطفل مباشرة ويشجعه على أن يكون متسامحاُ وكريماً وحريصاً على آداء تعاليم دينه.

اصطحبيه عند زيارة الأقارب والأرحام

علّمي طفلك وحثّيه خلال العام على زيارة الأقارب والأرحام، ولا تتركي مناسبة دون أن تصحبيه معك ومع باقي إخوته لزيارة الجدّين مثلاً، كما أن الخروج من البيت لقضاء هذه الزيارات في يوم العيد وباقي أيامه يكون له أثر كبير في تعويد الطفل على صلة الرحم، وفي حال كان الطفل قد اعتاد أن يزور أقاربه وخاصة الجدّين والجدّتين، فهو سوف يكون من أول المتحمسين لكي يزورهم بمناسبة يوم العيد.
عوّدي طفلك على أن يشكر من يقدم له العيدية، وأن يكون شكره مناسباً ويبدي من خلاله حبه وتقديره، وكذلك أن يكون شكره منصباً على تقدير الشخص وليس على قيمة العيدية بحد ذاتها.
كيف نشرح للطفل عن عيد الأضحى؟ أسئلة وأجوبة

الحث على صيام النوافل وبيان فضلها

عندما يتعود طفلك على صيام شهر رمضان عرّفيه بصيام بعض النوافل، إذا أصبح واعياً بما يكفي، ومن بين الأيام التي يفضل أن يصومها هو صيام يوم عرفة، ويمكن أن تذكري لطفلك بعض الأحاديث التي تبين فضل صيام يوم عرفة للمقيم، وبيّني له أيضاً أن الحاج لا يصوم يوم عرفة، كما أن صيام يوم عرفة فرصة لكي يجتمع الأطفال مع الكبار على مائدة الإفطار مع أذان المغرب في ذلك اليوم، وفرصة أيضاً لتعظيم ذلك اليوم بالصلاة والذكر والدعاء والإكثار من التسبيح والتهليل والتلبية، وكل ذلك يدور في البيت مع حلول أجازة العيد.
وعلّمي طفلك أن صيام أي يوم غير أيام شهر رمضان لن يكون شاقّاً، حسبما يتوقع، فيما لو حرص على تناول وجبة خفيفة في وقت متأخر، وقضاء بضع ساعات في الصباح في النوم بسبب أجازة العيد، ويمكن قضاء اليوم أيضاً في تزيين غرفة المعيشة وقاعة استقبال الضيوف وإعداد بعض التوزيعات الصغيرة والجميلة حتى ينقضي اليوم، مع متابعة مشاهد الوقوف بعرفة من خلال شاشات التلفاز في البيت.

عوّديه على التصدق على الفقراء بالمال واللحم

اصطحبي طفلك عند القيام بتوزيع لحم الأضحية على الفقراء والمساكين، وكذلك القيام بتوزيع وتقديم لحم الأضحية للأقارب، واشرحي له الطريقة الصحيحة لتوزيع لحم الأضحية وبأنه يتم تقسيم لحم الأضحية لثلاثة أثلاث، فيستبقي صاحبها ثلثاً لبيته وأسرته، ويوزع الثلث الثاني للأصحاب والأهل، ويوزع الثلث الثالث على الفقراء، وفي هذا التوزيع إشعار للفقير بمكانته وحفظاً لعزة نفسه، فأيام العيد التي يتم توزيع اللحوم فيها هي الأيام التي يدخل فيها الفرح لكل بيت مسلم، ولذلك فاصطحاب الطفل مع الأب عند توزيع اللحم وتقديم العيدية للعمات والخالات يشعره بقيمته كرجل سيكبر ذات يوم ويقوم بنفس العمل النبيل والطيب تجاه عماته وخالاته، وكذلك اصطحاب الطفل لتوزيع اللحوم والهدايا للفقراء، ومن الممكن تقديم بعض المال مهما كان صغيراً، مثل تقديم عملات معدنية صغيرة للأطفال يشعر الطفل بالسعادة حين يرى سعادة باقي الأطفال الذين سوف يخرجون للتنزه معه وابتياع بعض الحلوى والألعاب من العيدية التي حصلوا عليها.
وعلّمي طفلك ضرورة إخفاء ما يقدمه للفقراء والمساكين وعدم المنّ عليهم، بمعنى تذكيرهم، لأن ذلك عمل قبيح لا يقبله أحد ولا يدل على صفات نبيلة، كما أن تقديم اللحوم والهدايا بشكل جميل ومغلف ولائق يبعث السعادة على نفوس الآخرين، ويعبر عن إنسان نبيل يحترم الآخرين، ولديه من التواضع ما ينم عن حسن الخلق والتربية.
*ملاحظة من”سيدتي”: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.