[ad_1]
مخيم يمتد لأكثر من 16 كيلومترًا على طول ساحل غزة من الشاطئ إلى مساحات خاوية وحقول وشوارع وأفراد عائلات يحفرون خنادق لاستخدامها كمراحيض، وأباء يبحثون عن الطعام والماء، بينما ينبش أطفال القمامة وأنقاض البنايات لعلهم يجدون رقائق أخشاب أو ورق مقوى لتستخدمها الأمهات لأغراض الطهي.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، أدى هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على رفح إلى نزوح ما يقرب من مليون فلسطيني من المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة والتفرق في منطقة واسعة.
معظمهم نزح عدة مرات خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ ما يقرب من 8 أشهر في غزة، دمرت القطاع وتسببت فيما تقول الأمم المتحدة إنها “مجاعة وشيكة”.
وما يزيد الأوضاع تفاقمًا هو “الانخفاض الكبير في كمية الغذاء والوقود والإمدادات الأخرى التي تصل إلى الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى لتوزيعها على السكان”، بحسب تقرير لوكالة “أسوشييتد برس”.
ويتابع: ” تُرك الفلسطينيون وحدهم إلى حد بعيد خلال رحلات النزوح والعثور على أساسيات الحياة”.
كما وينقل التقرير عن منظمة “ميرسي كور” الإنسانية، قولها إنه “يتعين على العائلات عادة شراء الخشب والقماش لخيمها، وهو ما قد تصل تكلفته إلى 500 دولار، دون احتساب أموال الحبال والمسامير وتكلفة نقل المواد”.
من جهتها، تقول الأمم المتحدة وعمال الإغاثة، يضيف التقرير، إن السلطات الإسرائيلية، التي تسيطر على جميع نقاط الدخول إلى غزة، سمحت لأعداد أكبر من الشاحنات التجارية الخاصة بالدخول إلى القطاع. وينقل عن فلسطينيين في القطاع قولهم إن “مزيدًا من الفواكه والخضروات متوفرة في الأسواق الآن، وانخفضت أسعار بعضها، ومع ذلك، فإن معظم النازحين لا يستطيعون تحمل تكاليفها”.
بلا رواتب منذ 8 أشهر
لم يتلق كثيرون في غزة رواتبهم منذ أشهر، كما أن مدخراتهم تُستنزف، وحتى أولئك الذين لديهم أموال في البنوك لا يمكنهم في كثير من الأحيان سحبها بسبب قلة الأوراق النقدية في القطاع.
كثيرون يلجأون إلى صرافات السوق السوداء التي تتقاضى رسومًا تصل إلى 20 بالمائة لتقديم أموال نقدية للتحويلات من الحسابات المصرفية.
المعونات المجانية تشهد انحسارًا
في الوقت نفسه، تقول الأمم المتحدة إن القوافل الإنسانية المحملة بالإمدادات للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى التي توزعها مجانًا انخفضت إلى أدنى مستوياتها تقريبًا خلال الحرب.
في السابق، كانت الأمم المتحدة تستقبل عدة مئات من الشاحنات يوميًا. وانخفض هذا المعدل إلى 53 شاحنة في المتوسط يوميًا منذ 6 أيار/مايو، وفقًا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم الجمعة (2024.5.24).
وثمة حاجة إلى نحو 600 شاحنة يوميًا لدرء المجاعة في القطاع، وفقًا للوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
خلال الأسابيع الثلاثة الماضية دخل معظم المساعدات الواردة عبر معبرين من إسرائيل في شمال غزة وعبر رصيف عائم أقامته الولايات المتحدة لاستقبال الشحنات عن طريق البحر.
أما المعبران الرئيسيان في الجنوب- رفح من مصر وكرم أبو سالم من إسرائيل – فهما إما لا يعملان أو لا يمكن للأمم المتحدة الوصول إليهما إلى حد بعيد “بسبب القتال بالقرب منهما”، بحسب توصيف التقرير.
ويضيف: “إسرائيل قالت إنها سمحت لمئات الشاحنات بالمرور عبر معبر كرم أبو سالم، لكن الأمم المتحدة لم تتمكن إلا من جمع حوالي 170 شاحنة منها على جانب غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لأنها لا تستطيع الوصول إلى المعبر”.
كما انخفض دخول الوقود إلى حوالي ثلث ما كان عليه قبل هجوم رفح، وفقًا لأوتشا. وهذا القدر المخفض من الوقود يجب أن يوزع بين مواصلة عمل المستشفيات والمخابز ومضخات المياه وشاحنات المساعدات.
معظم الفارين نزحوا من رفح إلى “المنطقة الإنسانية” التي أعلنتها سلطات الاحتلال والتي تتمحور في منطقة المواصي، وهي شريط قاحل بشكل كبير من الأراضي الساحلية.
وتم توسيع المنطقة شمالاً وغربًا لتصل إلى أطراف مدينة خانيونس ومدينة دير البلح في وسط القطاع، وكلتاهما مكتظة بالسكان أيضًا.
منطقة خالية من أي خدمات جدية
لا يوجد في جزء كبير من “المنطقة الإنسانية” مطابخ خيرية ولا سوق للمواد الغذائية، ولا توجد مستشفيات عاملة، فقط عدد قليل من “المشافي الميدانية”، وحتى خيام طبية أصغر حجمًا لا يمكنها التعامل مع حالات الطوارئ ولا توزع إلا مسكنات الألم والمضادات الحيوية إذا كانت متوفرة، وفقًا لشهادة منظمة “ميرسي كور”، التي أضافت “أنها مسألة وقت فقط قبل أن يبدأ الناس في المعاناة بشدة من انعدام الأمن الغذائي”.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة المواصي هي في معظمها كثبان ساحلية ولا يوجد بها موارد مائية ولا شبكات صرف صحي.
“ميرسي كور” تفيد بأنه مع تراكم النفايات البشرية بالقرب من الخيام وتكدس القمامة، يصاب كثيرون بأمراض الجهاز الهضمي مثل التهاب الكبد والإسهال فضلا عن حساسية الجلد وانتشار القمل.
في السياق، يتابع التقرير، قال أحد عمال الإغاثة الذين فروا من رفح إنه محظوظ واستطاع استئجار منزل في دير البلح.
وأضاف: “لا يمكن للمرء المشي” في البلدة بسبب كل الخيام التي نصبت، متحدثًا شريطة عدم الكشف عن هويته لأن وكالته لم تسمح له بالإدلاء بتصريحات.
كثير من الأشخاص الذين يراهم في الشارع يبدو شاحبين بسبب اليرقان أو التهاب الكبد، كما أن “الرائحة الكريهة مقززة” جراء مياه الصرف الصحي وأكوام القمامة.
تفاقم الكارثة الإنسانية
منظمات الإغاثة حذرت منذ أشهر من أن هجوم الاحتلال على رفح من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة.
حتى الآن، يقول تقرير “أسوشييتد برس”، كانت “العمليات الإسرائيلية أقل من مستوى الغزو الشامل الذي خططت له، على الرغم من اتساع نطاق القتال خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من المناطق الشرقية من رفح إلى المناطق الوسطى من المدينة”.
سلسلة مخيمات كثيفة
يوم الأحد أصابت غارة شنها جيش الاحتلال مخيمًا في الشطر الغربي من رفح، ما تسبب في نشوب حريق هائل واستشهاد ما لا يقل عن 45 شخصًا، وفقًا لمسؤولي الصحة.
وبفعل النزوح الذي تسبب فيه الهجوم، وكما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي تم التقاطها الأسبوع الماضي، باتت هناك مخيمات كثيفة جديدة تمتد على طول الساحل من شمال رفح مباشرة إلى ضواحي دير البلح.
تتكدس الخيام والمآوي المتداعية بكثافة في متاهات من الصفائح المعدنية والبلاستيكية المموجة، وتتدلى الأغطية المثبتة بعصي خشبية لتوفير الخصوصية.
شهادات الأهالي
النازح تامر سعيد أبو الخير قال إنه يخرج في الساعة 6 صباحًا كل يوم للحصول على الماء، وعادة ما يعود عند الظهر إلى خيمته بضواحي خانيونس، حيث يقيم هو وما يقرب من 20 من ذويه.
يعاني أطفاله الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و10 سنوات، من أمراض بشكل دائم. لكنه قال إنه يرسلهم لجمع الحطب لإشعال النار، على الرغم من أنه يخشى أن يصادفوا قنابل غير منفجرة في البنايات المدمرة.
كما أن والده المسن يعاني صعوبة في الحركة، لذا يضطر إلى قضاء حاجته في دلو. ويتعين على أبو الخير أن يدفع بانتظام تكلفة نقل والده إلى أقرب مستشفى لغسيل الكلى.
وقالت لينا، زوجة أبو الخير، “الخشب يكلف مالاً، والماء يكلف مالاً، وكل شيء يكلف مالا”.
وأضافت وهي غارقة في التنهد “أخشى أن أستيقظ ذات يوم وقد فقدت أطفالي وأمي وزوجي وعائلتي”.
[ad_2]
Source link