[ad_1]
قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون إن تركيا تتعرض لحملة من التضليل الإعلامي والأخبار الكاذبة والمقاطع القديمة التي تبثها الدعاية الإسرائيلية، من أجل النيل من موقفها الثابت من القضية الفلسطينية ودعمها.
وأضاف ألطون -في حوار كامل مع الجزيرة نت ينشر غدا- أن الانتخابات البلدية الأخيرة لا علاقة لها بالسياسة الخارجية التي تنتهجها تركيا، إذ إنها “البلد الوحيد في العالم الذي اتخذ قراره بتقييد العلاقات التجارية أول الأمر ثم بتعليقها في آخر المطاف” نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
كما أشار إلى أن تركيا ستنضم إلى الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، حيث ستتابع الخارجية التركية هذه القضية بكل هيئاتها إلى أن تتم إدانة إسرائيل على ارتكابها جرائم الإبادة الجماعية في فلسطين.
أما قضية اللاجئين في تركيا، والتي تثار بين الفينة الأخرى وتكون موضوعا للتنافس الانتخابي، فقد قال ألطون إن هذه الخطابات تستند إلى إشاعات تنشرها مجموعات تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية عبر خلق موجة مصطنعة من المشاعر المعادية للأجانب، وأنها لا ترتكز إلى واقع اجتماعي حقيقي.
أهداف عسكرية
وعن تحقيق تركيا أهدافها العسكرية في شمالي العراق وسوريا، قال رئيس دارة الاتصال في الرئاسة التركية إن “التطورات الإقليمية هيأت للتنظيمات الإرهابية أرضية جعلتها تكتسب فعالية، ومقابل ذلك اضطرت تركيا إلى القيام بمكافحة الإرهاب بطريقة متكاملة خارج حدودها”.
وأضاف أن تركيا تمكنت من تأمين حدودها، وذلك بفضل إستراتيجية المكافحة المتكاملة التي حققت نتائج فعالة على صعيد تحييد الإرهاب وتنظيماته عبر إستراتيجية تجفيفه من منابعه.
وشدد ألطون على أن الوجود التركي في هذه الدول يقوم على الحق في الدفاع عن النفس الناشئ عن القانون الدولي؛ وهذا النشاط العسكري التركي داخل حدود هذه الدول لا يعد انتهاكا للحدود أو تدخلا ضد وحدتها ومصالحها، بل من شأن ذلك مساعدة هذه الدول في الحفاظ على وحدة أراضيها وسلامتها.
أردوغان في العراق
وفي ما يتعلق بالعلاقات التركية العراقية، قال ألطون إن الرئيس رجب طيب أردوغان زار مؤخرا العراق للمرة الأولى منذ 13 عاما، وتم التوقيع على 26 نصا قانونيا ثنائيا يغطي جميع المجالات المشتركة.
وعن أزمة المياه التي تثار بين البلدين من وقت إلى آخر، شدد ألطون -في تصريحاته للجزيرة نت- على أن هذه القضية كانت بندا مهما للتباحث، وتم بالفعل تشكيل اللجنة الدائمة المشتركة التي عقدت اجتماعها الأول في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وتنظر تركيا كذلك إلى مشروع “طريق التنمية” لربط الأسواق الآسيوية بالأوروبية عبر ميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة (جنوب العراق) على أنه مبادرة مهمة للغاية على المستويين الإقليمي والعالمي لأنه بمثابة جسر بين الخليج العربي وأوروبا، وتلعب تركيا فيه دورا موحِّدا بين الشرق والغرب، حسب ما يقوله رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.
وعقد ألطون تقييما للعلاقات التركية مع أربيل، عقب زيارة أردوغان لها، وقال إننا أبلغنا الإدارة هناك عزم تركيا على مكافحة الإرهاب، وضرورة مكافحته على نحو مشترك، وذلك من أجل ضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي في العراق وفي المنطقة.
دول الخليج
وعند الحديث عن العلاقات التركية مع دول الخليج، قال فخر الدين ألطون إن تقييم علاقات تركيا مع دول الخليج يجب أن يكون في إطار المبادئ والتطورات الإقليمية، ووفق ما يلي:
- واصلنا علاقاتنا الدبلوماسية مع جميع دول الخليج على الرغم من وقوع بعض المشاكل في المنطقة.
- لقد مهدت زيارات الرئيس أردوغان إلى الخليج الطريق أمام التقارب والتعاون ليبرز إلى المقدمة، ويعد هذا الملف من أولوياتنا.
- إن دعوة رئيس الجمهورية التركية لحضور قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي التي عقدت في الدوحة في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2023، ومشاركته في هذه القمة تظهر بشكل أساسي المستوى السياسي الذي وصلت إليه علاقاتنا.
- إن إنشاء آليات التعاون الثنائي مع دول الخليج مستمر، وتم مؤخرا إنشاء المجلس الإستراتيجي رفيع المستوى مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهناك لجنة إستراتيجية عليا تعمل بفعالية كبيرة مع قطر، ويجري العمل أيضا مع المملكة العربية السعودية من أجل الاجتماع المقبل لمجلس التنسيق التركي السعودي.
- تم مؤخرا استئناف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي.
مصر وتركيا
أما في ما يتعلق بعودة العلاقات بين تركيا ومصر، فقد قال ألطون إن زيارة الرئيس أردوغان إلى القاهرة في 14 فبراير/شباط الماضي تمثل اكتمالا لعملية التطبيع بين البلدين، و”مع التوقيع على الإعلان المشترك خلال هذه الزيارة تم الإعلان عن إعادة هيكلة مجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى بين بلادنا ومصر ليجتمع تحت الرئاسة المشتركة للرئيسين”.
وأضاف أن وجهات نظر البلدين تتداخل بشأن العديد من القضايا الإقليمية، وأن مصر تلعب دورا مهما للغاية في استقرار المنطقة وأمنها، خاصة القضية الفلسطينية. وشدد على أنه من المهم أن يتعاون البلدان خاصة في موضوع وقف العدوان الإسرائيلي وتنفيذ آلية الحل الدائم والعادل في فلسطين.
كما أشار إلى أنه سيتم تحديد موعد زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتركيا فور الانتهاء من استعدادات عقد اجتماع مجلس التعاون الإستراتيجي، من أجل مواصلة الجهود لإبرام سلسلة من الاتفاقيات التي من شأنها تعزيز الأساس التعاقدي للعلاقات بين البلدين.
وتطرق رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية -في حواره مع الجزيرة نت- إلى ملفات أخرى مثل الأزمة الأوكرانية وتأثيراتها على العلاقات التركية الأوروبية وسياسة حلف الناتو إذا قرر التدخل في هذه الأزمة.
ولم يفته الحديث عن الخلافات التركية الأميركية في بعض الملفات، خاصة في ما يتعلق بالدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لتنظيم “بي كاي كاي“، وكذلك تحدث عن التقدم في العلاقات بين تركيا واليونان خلال العام الماضي، والتي انعكست مباشرة على ملفات حياتية تهم المواطنين في تركيا واليونان.
[ad_2]
Source link