[ad_1]
“مستوطنون ينتشرون في البؤر الاستيطانية الرعوية في الأغوار.. متطرفون وإرهابيون إلى أبعد حد، ويدعون بشكل صريح إلى تهجير الفلسطينيين من مساكنهم ومراعيهم، على قاعدة أين تصل أغنامي تلك حدودي”.
يجابه سكان التجمعات البدوية قرب نبع العوجا شمال مدينة أريحا بالضفة الغربية المحتلة، محاولات متكررة من قبل المستوطنين للاستيلاء على مياههم وطردهم، وسط ظروف الحياة الصعبة والمضنية.
خلال الأشهر القليلة الأخيرة أقام مستوطنون بؤرة جديدة على أراضي مملوكة لعائلات فلسطينية من بلدة العوجا، على بعد 500 متر من قناة النبع، وأحضروا أعلافًا وخيامًا، كما قام مستوطنون، (بتاريخ 2024.4.16) بإزالة أنابيب وخطوط مياه تؤدي إلى تجمعات بدوية قرب نبع العوجا، ناهيك عن إحراق مساكن للبدو، وقطع أمدادات المياه الصالحة للري والزراعة عن التجمعات البدوية بشكل دوري.
“رأس العوجا تحت مدق المستوطنين”
“ماذا يحدث منذ أسبوعين في نبع رأس العوجا؟ ليس أحد أفضل من فرحان غوانمة للإجابة عن سؤال يحتاج الكثير من الشرح والوصف”، يقول تقرير لوكالة “وفا”، لافتًا إلى أن “غوانمة الذي بدت عليه رتابة الحديث، هو من المواطنين الذين باتت أيامهم الأخيرة مليئة بالأحداث الساخنة في المنطقة”.
وينقل عنه قوله: “منذ أسبوعين تقريبًا وسحابة المستوطنين تغطي التجمع؛ يقتحمون المساكن ويستولون على مواشينا بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي”.
وفي العوجا، والتجمعات السكانية المحيطة بها، يأخذ نمط الحياة لدى السكان شكلا متشابها إلى حد ما من خلال تربية الماشية، وزراعة البقوليات كــخيار ثان لهم. وأمكن مشاهدة قطعان الماشية وهي في حظائرها أو ترعى في أماكن قريبة منها.
وبينما كان فضاء الجبال والمراعي قبل سنوات في العوجا من أهم مصادر الغذاء المجاني للمواشي، أصبحت اليوم في قاموس أحلامهم.
ويضيف غوانمة: “منذ أربعة أيام وماشيتي بحظيرتها، وجود المستوطنين حال دون وصولنا إلى المراعي القريبة لسد رمق تلك المواشي”.
ويتابع: “يأتي المستوطنون إلى حظائرنا ويلتقطون صورًا لبعض مواشينا ثم يغيبون عن الأنظار لعدة ساعات قبل عودتهم برفقة شرطة وجيش الاحتلال، والإدعاء أن الماشية التي بالصور لهم ليستولوا عليها بحماية الاحتلال”.
يشار إلى أنه، وبشكل صار يتكرر شبه يومي، يتم تداول أخبار عن اقتحامات لمستوطنين للتجمع الذي يفتقر لأدنى مقومات الحياة فيه.
كما ويبث ناشطون، وبشكل متكرر، على فضاء منصات التواصل الاجتماعي التي تُعنى بتوثيق انتهاكات المستوطنين والاحتلال، صورًا، ومقاطع فيديو للمستوطنين وهم بين خيام المواطنين، وفي حظائر ماشيتهم.
كما ويفيد التقرير بأن الأرقام التقديرية تشير إلى إن المستوطنين باتوا يستولون على قرابة 20 ألف دونم من الأراضي الرعوية في محيط التجمع البدوي، والموضوع يأخذ أبعادًا أكثر خطورة، ولا يمكن الاستمرار في البقاء ضمن نطاق جغرافي يفقد الأمن والأمان، حال الأهالي في منطقة رأس العين.
وسُجّل خلال الأيام الماضية حالات اعتقال يقوم بها مستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال، لمواطنين عزّل من العوجا.
خطة منظمة لإرهاب الأهالي
المشرف العام لمنظمة “البيدر” للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات، يقول في تقرير “وفا” المشار إليه أعلاه: “هناك أيام يقتحم بها المستوطنون تجمع رأس العين مرتين”.
ويضيف: “يأتون كل مرة بوجوه جديدة.. يعملون ضمن خطة واضحة لإرهاب السكان وإجبارهم على الرحيل”. ويوضح: “سرق المستوطنون منذ بداية العام أكثر من 160 رأس غنم من مواشي الأهالي”.
في الواقع، لم تكتف مجموعات صغيرة من المستوطنين بهذا القدر من المساحة، حتى صارت مشاهدهم وصورهم وهم يقتحمون بأغنامهم تجمع رأس العوجا بالأغوار آخذة بالتكرار.
أحد الأهالي، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، خشية ملاحقة المستوطنين له، يقول: “هذا كابوس (..)، أنت تعيش تحت سقف من الاحتمالات السيئة”.
والأهالي كلهم في التجمع يتحدثون بالنبرة ذاتها. نبرة الخوف من اللحظة اللاحقة. وحياة الناس كما وصفوها أصبحت بشكل دقيق “في الجحيم”.
فالمستوطنون الذين ينتشرون في البؤر الاستيطانية الرعوية في الأغوار، “متطرفون وإرهابيون إلى أبعد حد، ويدعون بشكل صريح إلى تهجير الفلسطينيين من مساكنهم ومراعيهم، على قاعدة أين تصل أغنامي تلك حدودي”.
ومشهد تجولهم بين خيام الفلسطينيين، وداخل حظائر مواشيهم صار معتادًا بشكل أكبر.
يوضح مليحات: “منذ بداية العام سجلت حوالي 300 اعتداء بحق المواطنين في التجمع، بين اقتحامات للتجمع وسرقة مواشي، ومنع من الرعي، ومنع من جلب المياه”.
ويقول غوانمة: “يضغطون علينا باستمرار لترك الأرض لهم (..)، يحاربون الوجود الفلسطيني في العوجا بالمهنة التي يعرفها”.
شلالات وينابيع مياه
على بعد مئات الأمتار من خيام المواطنين في رأس عين العوجا، تنساب مياه شلالات العوجا المعروفة لدى الجميع (أحد المزارات السياحية في الأغوار)، وهي المغذي الأساسي لعشرات العائلات الفلسطينية بالمياه. لكن مع التواجد شبه المستمر للمستوطنين عند ذلك المصدر المائي، صارت مهمة جلب المياه أكثر خطورة.
يشير غوانمة: “تمر أيام دون مقدرتنا على جلب مياه الشرب لأطفالنا ومواشينا”.
ويحتاج الفلسطينيون في العوجا لتواجد مستمر لطواقم مؤسسات حقوق الإنسان؛ حتى يستطيعوا جلب المياه لهم ولمواشيهم.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن عدد سكان العوجا في عام 2024، يقدّر بــ5877 فردًا، ومن المتوقع أن يصل بعد عامين لــ6085 فردًا.
[ad_2]
Source link