بلع اللسان.. تعرف على قاتل لاعبي كرة القدم وطرق الإنقاذ | رياضة

[ad_1]

ثوان بين الحياة والموت، هكذا يصف بعض الأطباء “بلع اللسان” الذي يتعرض له الكثير من اللاعبين حتى على أعلى مستويات كرة القدم وأودى بحياة العديد منهم حتى أطلق عليه البعض “قاتل اللاعبين”.

ولا يكاد يمر موسم إلا وتتعدد فيه حالات بلع اللسان في الملاعب، ولن تنسى جماهير كرة القدم بشكل عام والإسبانية بشكل خاص الثاني من مارس/آذار عام 2017، عندما أصيبوا بالهلع بعدما فقد النجم الإسباني فرناندو توريس الوعي خلال مباراة فريقه السابق أتليتكو مدريد أمام ديبورتيفو لاكورونيا وبلع لسانه، نتيجة اصطدام عنيف بالمنافس.

وقال توريس عن هذه الحادثة إنه لم يتذكر ما حدث في الملعب لأنه كان فاقدا الوعي، مشيرا إلى أنه مر بشيء مماثل من قبل لكن سقوطه أمام ديبورتيفو “كان أسوأ”.

وقد تكون حادثة توريس الأشهر لكنها ليست الأولى ولم تكن الأخيرة، فبعدها بعامين فقد لاعب كرة القدم السويسري، فابيان شاير، وعيه بعد اصطدام عنيف في الرأس مع منافسه الجورجي بمباراتهما في تصفيات كأس أوروبا 2020.

وكاد شاير يفقد حياته بعد أن ابتلع لسانه وتوقف عن التنفس لكن منافسه الجورجي، جانو أنانيدزه، أنقذه سريعا بأن أدخل يده في فم شاير وشد لسانه ليستعيد التنفس الطبيعي.

ووقعت هذا الشهر حالتا بلع لسان في تونس في يوم واحد خلال مباريات الدرجة الثانية، الأولى لعلاء مزام لاعب فريق الموج الرياضي، والثانية لغيث البولاهمي، لاعب فريق الملعب الأفريقي، إذ سقط الاثنان في مباراتين مختلفتين ونجحت الفرق الطبية في إسعافهما لكنهما نقلا إلى المستشفى للبقاء تحت الملاحظة.

وفيات “بلع اللسان”

ورغم تكرار حوادث بلع اللسان في الملاعب ومعرفة الفرق الطبية بطريقة إنقاذ اللاعبين منها فإن هناك العديد من حالات الوفاة وقعت في الملاعب إما للتأخر في الإسعاف أو عدم وجود أي فرق طبية أصلا، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر ما حدث في مصر، حيث توفت اللاعبة إسراء حسني عام 2015 عقب مباراة فريقها صيد المحلة أمام مركز شباب الخولي بعد دقائق من فقدانها الوعي وابتلاع لسانها نتيجة اصطدامها بمنافستها، وتكررت نفس الحادثة مع حامد مهدي لاعب فريق دكرنس (بالدرجة الثانية) في ديسمبر/كانون الأول عام 2017 في مباراة ودية.

وبالجزائر في فبراير/شباط عام 2018، بوفاة اللاعب داود بورزق بعدما ابتلع لسانه خلال مباراة فريقه الدهامشة أمام اتحاد عين آرنات.

ويمكن أن يحدث بلع اللسان بعيدا عن الملاعب والمباريات كالمعتاد، كما أعلن نادي السواعد الليبي نهاية شهر مارس/آذار الماضي عن وفاة لاعبه الدولي الشاب يوسف الهمالي (22 عاما) بسبب بلع لسانه أثناء النوم.

ومن فرط خطورة هذه الحوادث ينص قانون كرة القدم على إيقاف اللعب فورا في حالات إصابات الرأس، بل يسمح القانون بتغيير إضافي للفريق إذا اقتنع الحكم بأن اللاعب المستبدل أصيب في الرأس.

كيف يحدث بلع اللسان؟

ويقول الدكتور أسامة عبد الرشيد استشاري جراحة العظام وإصابات الملاعب للجزيرة نت إن بلع اللسان ليس حالة بذاتها ولكنها نتيجة لحالات الإغماء وفقدان الوعي الذي يحدث للاعبين أو حتى أي إنسان عادي بعيدا عن الملاعب، وتحتاج لإسعاف سريع لأن ثوان قد تفرق بين الحياة والموت بالنسبة للمصاب.

ويوضح أن هذه الإصابات تحدث بعد غياب اللاعب عن الوعي نتيجة اصطدام عنيف في الرأس يحدث ارتجاجا في المخ أو أي سبب آخر مثل رجفان القلب أو النوبة القلبية، وذلك يتسبب في شلل أو ارتخاء عضلات الجسم ومنها اللسان فهو إحدى العضلات، وتكمن المشكلة في أن اللاعب يستلقي غالبا على ظهره أو يهرع زملاؤه لوضعه على ظهره وهذا مكمن الخطر حيث تتسبب الجاذبية الأرضية في ارتداد اللسان للخلف نحو الحلق مما يغلق مجرى التنفس وإذا لم يتم إسعافه سريعا فقد يفقد حياته أو يتعرض لمضاعفات خطيرة نتيجة الاختناق وانقطاع الأكسجين عن المخ.

ويضيف عبد الرشيد الذي عمل طبيبا للعديد من الفرق بالدوريات المصرية أن اختلال مستويات السكر والأملاح في الدم قد يؤدي إلى حدوث تشنجات لدى الرياضيين وفقدان الوعي ومن ثم ابتلاع اللسان، وهو أقرب تفسير لما حدث للاعب الليبي الذي بلغ لسانه أثناء النوم.

علاج بلع اللسان

ويقول عبد الرشيد أن الأطباء يعرفون كيفية إسعاف اللاعب بفتح مجرى التنفس بسرعة وذلك بطريقتين:

الأولى: تمديد اللاعب على ظهره دون عنف وإمالة رأس المصاب إلى الخلف والذقن إلى الأعلى لإعادة فتح مجرى التنفس، ثم إمالة المصاب قليلا على أحد جانبيه مع الحفاظ على وضعية الرأس السابقة، حتى ينزل اللعاب الموجود في فمه لأنه قد تنزل في مجرى التنفس ويسبب الاختناق أيضا.

الثانية: إدخال أنبوب القصبة الهوائية المعروف طبيا باسم (الأنبوب الرغامي)، وهذا لا يحدث إلا إذا فشلت الطريقة الأولى ومن خلال طبيب أو متخصص في مثل هذه الحالات فقط.

وفي الحالتين يجب تثبيت رقبة المصاب ونقله بحرص شديد إلى العناية الفائقة في المستشفى للوقوف على سبب الإغماء وعلاج آثاره لعدم تكرار هذه الحادثة.

وينصح عبد الرشيد في عدم وجود طبيب أو متخصص في الإسعافات الأولية في الملعب أن يستلقي اللاعب المغمى عليه على وجهه أو أحد جانبيه لأن ذلك يحول دون ارتداد اللسان للخلف وغلق مجرى التنفس.

 



[ad_2]

Source link

Leave A Reply

Your email address will not be published.