النظام العربيّ في خدمة أمن إسرائيل

[ad_1]

اجتماع قادة جيوش خمس دول عربيّة، بينها مصر والأردنّ، في المنامة، مع قائد أركان الجيش الإسرائيليّ هرتسي هليفي، في أوج حرب الإبادة الجماعيّة ضدّ الشعب الفلسطينيّ في قطاع غزّة الّتي يقودها الأخير، هي الدليل الأبرز على مدى الانحطاط الّذي بلغه النظام العربيّ الرسميّ وجيوشه المهزومة وقادتها الموشّحة بنياشين الذلّ والعار، بعد أن عجز على امتداد ثمانية أشهر من حرب الإبادة الّتي يقودها الجنرال هليفي من إدخال زجاجة مياه أو كيس طحين إلى غزّة المحاصرة.

في المقابل نجحت جيوش أنظمة الذلّ العربيّة تلك في التصدّي للهجوم الإيرانيّ الّذي استهدف إسرائيل مطلع نيسان\ أبريل الماضي، والّذي وصف من قبل القيادة العسكريّة الأميركيّة المشاركة في الاجتماع، بأنّه “إنجاز عظيم” ما كان ليتحقّق لولا تعاون تلك الجيوش، وأنّ التعاون في مجال الدفاع الجوّيّ والدفاع الصاروخيّ، هو إحدى القضايا الرئيسيّة الّتي عملت عليها القيادة المركزيّة للجيش الأميركيّ والبنتاغون مع هذه الجيوش في السنوات الأخيرة.

واللافت أنّ مشاركة هليفي ليس أنّها تأتي فقط بعد سيطرة جيشه على محور فيلادلفيا واحتلال معبر رفح، بشكل مخالف لنصوص اتّفاقيّات كامب ديفيد، وفي عمليّة عسكريّة أسفرت عن قتل وجرح جنود مصريّين، وفي ظلّ رفض إسرائيليّ لأيّ تسوية تعيد فتحه، بل هي تأتي أيضًا بعد انسحاب ما كان يعتبر تيّارًا معتدلًا (حزب غانتس وايزنكوت) وانكشاف الغطاء عن حكومة نتنياهو- بن غفير- سموترتش المتطرّفة الرافضة لأيّ تسوية، والّتي لا يخفي أقطابها نيّتهم في إعادة احتلال القطاع وإقامة حكم عسكريّ فيه إلى جانب تجديد الاستيطان.

كما أنّ الاجتماع عقد في ظلّ تصعيد الحكومة الإسرائيليّة للأوضاع على الجبهة الشماليّة للتغطية على فشل جيشها ومراوحته مكانه في غزّة، ورفض نتنياهو لأيّ صفقة لتبادل الأسرى تتضمّن وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، وهو ما يهدّد فعلًا باشتعال الجبهة الشماليّة والانزلاق إلى حرب إقليميّة تتطاير فيها صواريخ إيرانيّة باتّجاه إسرائيل، وتحتاج لمن يصدّها فوق الأراضي السعوديّة والأردنيّة كما حدث سابقًا، وهو ما استدعى على ما يبدو عقد هذا الاجتماع أصلًا.

ما يعني أنّ هذه الجيوش توفّر الغطاء لمغامرة نتنياهو وحكومته المتطرّفة العسكريّة وحربها الّتي تهدّد بإشعال المنطقة، وذلك عبر الإعلان عن نيّتها بالمشاركة الفعليّة من خلال التنسيق المباشر مع الشركاء في الحرب المحتملة الّتي تقودها إسرائيل ضدّ حزب اللّه وإيران وحماس بطبيعة الحال.

إنّها الحرب الّتي يحذر منها جميع “العقلاء” في إسرائيل من عسكريّين وسياسيّين، ويسعى إليها هليفي وغالانت ونتنياهو للتغطية على فشلهم العسكريّ والسياسيّ في السابع من أكتوبر وخلال ثمانية أشهر من الحرب على غزّة، ويغطّيها سموترتش وبن غفير بدعوات “مسيحانيّة متطرّفة” ونبوءة مرتبطة بحرب “يأجوج ومأجوج” وإعادة بناء الهيكل والحلّ الإلهيّ وإقامة دولة الشريعة اليهوديّة من البحر إلى النهر أو حتّى الفرات.

تلك الحرب الّتي سيتطوّع فيها الربّ لمساعدة بني إسرائيل، مثلما يعتقدان، وهو ما لم يحدث في خراب الهيكل الأوّل والثاني، كما يكتب الجنرال احتياط متان فيلنائي، الّذي يدعو في مقال نشرته “معاريف” إلى قطع الطريق على ما يصفه بـ “الانتحار الجماعيّ” والتسبّب بانهيار دولة إسرائيل كدولة يهوديّة ديمقراطيّة، على حدّ تعبيره.

إلّا أنّ الانتحار الجماعيّ العربيّ، كما يبدو، لا يكمن في التبعيّة السياسيّة العمياء لأميركا الّتي تتحوّل تلقائيًّا إلى تبعيّة لربيبتها إسرائيل أيضًا، بل إنّ الأدهى من ذلك هو أنّ التنسيق العسكريّ والأمنيّ مفصول عن السياسيّ وغير خاضع له، وهو ما يجعل التنسيق العسكريّ والأمنيّ مطلقًا، ولا يتأثّر بدرجة حرارة العلاقات السياسيّة الّتي يفترض أنّها تأخذ المصالح الوطنيّة والقوميّة ولو بحدّها الأدنى، أو هي تحاول بأقلّ تقدير حفظ ماء الوجه.

وجدير بالذكر أنّ عمليّة الفصل تلك قائمة على المستوى “الوطنيّ” و”القوميّ”، حيث يتواصل التنسيق الأمنيّ مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينيّة في مختلف الظروف السياسيّة، وفي أشدّها حلكة كما هو حال اليوم، وهو ما يسبغ العلاقة بين إسرائيل والأنظمة العربيّة وبضمنها السلطة بالطابع الأمنيّ.



[ad_2]

Source link

Leave A Reply

Your email address will not be published.