[ad_1]
في حوار “سيدتي”، مع المُصمّم، يتحدث عن استلهاماته من مدينة اسطنبول وعن شغفه بالديكور وحب الألوان وتأثير كل بلد زارت في نفسه وفي ذاكرته وعن مجموعاته الأخيرة، من حوامل الشموع والمفارش، كما عن دور التصميم الكبير في حياة الناس وحنين جيل اليوم إلى الماضي.
التصميم أداة قوية للتعبير والتواصل
حدّثنا عن خطواتك الأولى في عالم الديزاين؛ ما الذي قادك إلى المجال المذكور؟ وماذا يعني التصميم لك؟
لطالما أبهرني الإبداع والدقة العائدين إلى التصميم الداخلي، المجال الذي يمزج الفنية بالوظيفية، ويولي أهمّية بالتفاصيل. قادني إلى عالم الديزاين، شغفي بالديكور وحب الألوان وتأثير كل بلد زرته في نفسي وفي ذاكرتي. أرى أن التصميم يدور حول تشكيل المساحات، لإثارة المشاعر وتعزيز التجارب، فلا يتعلق الأمر بجعل أي غرفة تبدو جيدة بل بصياغة البيئات الداخلية، بصورة يتردد صداها مع الناس، على مستوى عميق. سواء كان الأمر يتعلق بتصميم غرفة معيشة مريحة حيث يمكن للعائلة أن تجتمع أو مساحة مكتبية أنيقة ملهمة الإنتاجية، للتصميم قدرة على تغيير كيفية تفاعلنا مع محيطنا؟ التصميم أداة قوية للتعبير والتواصل.
مدينة اسطنبول التركية
يقع الاستديو الخاصّ بك في اسطنبول؛ إلى أي حدّ تلهمك هذه المدينة النابضة بالحياة، بمزيجها بين التأثيرات الحديثة والتقليدية وبين آسيا وأوروبا؟
اسطنبول! يتردّد صدى هذه المدينة مع طبقات من التاريخ والثقافة والتنوع. موقع اسطنبول الفريد، الذي يمتد بين قارتين، أوروبا وآسيا، يبثّ فيها طاقة ديناميكية مُلهمة. وكذلك، تخلق محاذاة القديم للمعاصر، والشرق للغرب، نسيجًا نابضًا بالحياة مؤثرًا ومُغذيًا للإبداع. يقع “البوتيك” الخاصّ بي في أحد الشوارع الصاخبة بالمنطقة التاريخية، وذلك في الجانب الآسيوي من إسطنبول، والمسمى كوزغونجوك. وهناك، كما في المدينة عمومًا، أجد الإلهام في العجائب المعمارية والأسواق الصاخبة وأقمشة النجود الغنية بالألوان والملمس، كما بروح المدينة الدافئة والمضيافة. يعكس المزيج بين العناصر الحديثة والتقليدية، المنسوجة معًا بسلاسة في نسيج المدينة، التعايش المتناغم بين الماضي والحاضر والتقاليد والابتكار.
إعادة التدوير
إعادة تدوير الأثاث لإنشاء آخر جديد، يقع في صلب عملك التصميمي؛ هل هذا يتماشى مع التزام أخلاقي؟ وإلى أي حد يتحداك الماضي لإعادة ابتكاره وتحويله إلى مادة جديدة؟
تتوافق عملية إعادة تدوير الأثاث، مع العديد من الاعتبارات الأخلاقية، بما في ذلك الاستدامة البيئيّة، كما هي تُعزّز الإبداع، فمن خلال إعادة تصميم الأثاث القديم وإعادة استخدامه، يقلّ كل من النفايات واستهلاك المواد الجديدة والبصمة الكربونية على الكوكب. أضيفي إلى ذلك، تُمثّل إعادة التدوير أيضًا تحدّيًا مُعقّدًا، عندما يتعلّق الأمر باحترام الحرفية الأصيلة للأثاث. عند إعادة ابتكار القطع، من الضروري تكريم المهارات والتقنيات والفنية العائدة للحرفيين الأصيلين. يتضمن ذلك فهم السياق التاريخي للأثاث، وتقدير تصميمه وبنائه، والحفاظ على جودته وسلامته المتأصّلة. هناك نقاط أخرى مُهمّة من الواجب مراعاتها، أثناء إعادة تدوير الأثاث، مثل: التكيف الوظيفي والتكامل الجمالي والارتباط العاطفي للمالك بالقطعة، موضوع إعادة الابتكار. من خلال التعامل مع عملية إعادة التدوير للأفضل بنزاهة وإبداع واحترام، يمكن للمصمم إنشاء أثاث جديد لا يخدم غرضًا عمليًّا فحسب، بل يحكي أيضًا قصة ذات معنى ويساهم في مستقبل أكثر استدامةً.
مفارش ملونة للطاولات
حدّثنا أكثر عن مجموعة المفارش الجديدة الخاصة بك، لنواحي النقوش والأقمشة والألوان؟
تتخذ المجموعة اسم “سوزاني”، وهي مُطرّزة يدويًّا، علمًا أن أصل منسوجات سوزاني يرجع إلى آسيا الوسطى. كما تشتهر المنسوجات التقليدية بتطريزها المُعقّد وألوانها النابضة بالحياة. في مجموعة “سوزاني” الخاصة بي، اخترتُ أقمشة عالية الجودة، مثل: مزيج الحرير بالقطن والكتان أو الحرير الخالص، لتتناسب مع التصميمات التقليدية وتُبرز التطريز المُعقّد، بشكل جميل. الألوان، في مجموعة “سوزاني”، مستوحاة من الزخارف التقليدية لآسيا الوسطى وتلك العثمانية، وعبارة عن لوحة غنية من الأزرق العميق والأحمر الناري والأخضر النابض بالحياة والبني الترابي. لا تعكس هذه الألوان التراث الثقافي لتقاليد “سوزاني” فحسب، بل تُضيف أيضًا الدفء والشخصية إلى أي مكان خاصّ بتناول الطعام. أمّا لناحية مزيج الكتان الأنيق بمطبوعات “إيكات” المُعقّدة، جدير بالذكر أن الكتّان يوفّر سطحًا طبيعيًّا وملمسًا غير رسمي وعصريًّا، بينما يُضيف نقش الإيكات لمسة من السحر البوهيمي بأنماطه غير الواضحة المميزة. في هذه المجموعة، هناك مزيج من الألوان المحايدة والأخرى الجريئة، مثل: الألوان الترابية الناعمة والبرتقالي والأصفر والأخضر النابض بالحياة. يُضيف هذا المزيج الانتقائي من الألوان عمقًا واهتمامًا إلى ترتيب الطاولة، وهو مثالي للتجمعات غير الرسمية، كما حفلات العشاء الرسمية.
الحفاظ على التراث
لديّ انطباع بأنك منجذب إلى المنازل والقصور التاريخية. ماذا تعني لك الأماكن المذكورة؟
تتمتّع المنازل والقصور التاريخية بجاذبية لا يمكن إنكارها، حيث يحكي كل منها قصة عصور ماضية، وذلك من خلال هندسة العمارة والتصميم الداخلي والديكور. الانجذاب إلى هذه المساحات، يعني تقدير البراعة اليدوية والاهتمام بالتفاصيل والأناقة الخالدة التي تجسدها. في هذه الأماكن، تتميز المفروشات الأصلية والأعمال الفنية والعناصر الزخرفية التي تم الحفاظ عليها أو ترميمها بعناية. توفر هذه القطع اتصالاً ملموسًا بالماضي، مما يسمح لنا بتجربة التاريخ بطريقة ملموسة وغامرة. يتعلق الأمر بالاعتراف بأهمية الحفاظ على تراثنا المعماري والاحتفال بالنسيج الغني للإبداع البشري والبراعة التي تمتد عبر قرون.
الجمع بين القديم والحديث
ما هو رأيك في الاتجاه الحالي، في الشقق والفلل الحديثة، المتعلّق في الجمع بين القديم والحديث؟
أجد اتجاه الجمع بين القديم والحديث في الشقق والفلل آسرًا ومُنعشًا. إذا جاز لي، أقول إنه “يُمثّلني تمامًا”. هو يُقدّم مزيجًا متناغمًا من التقاليد والابتكار، مما يسد الفجوة بين الماضي والحاضر، بطريقة سلسة وأنيقة. أحد الجوانب الأكثر جاذبية لهذا الاتجاه هو قدرته على إعطاء “شخصيّة” وعمق للمساحات الداخلية. من خلال دمج عناصر من الماضي، مثل: السمات المعمارية التاريخية والمفروشات الأنتيك أو قطع الديكور العتيقة، بالتصميمات الداخلية الحديثة، يقوم المصممون بإنشاء مساحات تُشعر بأنها غنية بالتاريخ والسحر. تعمل هذه العناصر بمثابة تذكير بالماضي، مع إضافة طبقة من الاهتمام البصري والتفرد إلى مساحات المعيشة المعاصرة. يسمح الجمع المذكور بمزيد من التخصيص والتعبير، ويمكّن الأفراد من إنشاء مساحات تعكس أذواقهم وأحاسيسهم الفريدة.
يُمثّلني تمامًا اتجاه الجمع بين القديم والحديث
حاملات الشموع
ماذا عن مجموعتك الأخيرة من حاملات الشموع ذات التأثيرات الأفريقية؟
المجموعة مُستوحاة بشكل مباشر من هندسة العمارة العائدة للجامع الكبير في جينيه بمالي، وهو أحد أشهر الأمثلة على هندسة العمارة السودانية الساحلية في العالم. تلتقط حاملات الشموع، في المجموعة، جوهر هيكل المسجد الشاهق الذي يُشابه المئذنة، بأسلوب مميز. سواء استُخدمت الحوامل، في تزيين المنزل، أو في الإضاءة، هي تُذكّر بالتراث الثقافي الغني والتراث المعماري لمالي، وتدعو لجلب قطعة من التاريخ والحرفية الأفريقية إلى منزلك.
ما هي مشاريعك التالية؟
التالي قد بدأ بالفعل! أسعى إلى توسيع نطاق الوصول إلى العملاء وخدمهم بالصورة الأفضل، كما عملت ولا أزال جنبًا إلى جنب مع Al Ala Gallery في البحرين، وعلى رأسه مصممة الديكور الداخلي غادة العلوي، وذلك للتوسع داخل تركيا والشرق الأوسط. هدفنا في الشرق الأوسط، هو دمج أسلوب التصميم الفريد الخاص بنا، بسلاسة، بنمط الحياة المطلوب واحتياجات مستوى المعيشة في المجتمعات المحلية، بعد فهمها جيّدًا. بفضل خبرة غادة في تطوير العقارات السكنية الراقية منذ مرحلة الـتصميم الأولية، نحن قادرون على دمج عناصر التصميم معًا بشكل أفضل منذ بداية التطوير العقاري، ومع أكثر من 25 عامًا من الخبرة في العمل داخل دول مجلس التعاون الخليجي، يمكننا معًا الإشراف على المشاريع خلال مرحلة البناء من أجل خدمة عملائنا بشكل أفضل. في الجانب التركي، نخدم عملائنا الآتين من الشرق الأوسط، والذين يشترون العقارات داخل تركيا، بالتعاون مع غادة، وذلك لمزج طرق المعيشة وثقافة العملاء بتأثيرنا التركي الفريد.
جيل اليوم
في عصر اليوم، حيث للشاشات أهمية قصوى؛ كيف تنظر إلى الجيل الذي يحنّ إلى الماضي؟
من خلال مُراقبة جيل اليوم، أرى تفاعلًا رائعًا بين سيطرة الشاشات والحنين إلى الماضي. في حين أن التكنولوجيا الرقمية والشاشات أعادتا بلا شك تشكيل كيفية تفاعلنا مع بيئتنا، إلا أن هناك اتجاه ملحوظ بين الأجيال الشابة نحو دمج عناصر مليئة بالحنين والتقاليد بالتصميم الداخلي المعاصر. هناك تقدير متجدد لاتجاهات التصميم العائدة إلى عقود ماضية. إذ توفّر هذه الأخيرة إحساسًا بالأصالة والشخصية التي قد تكون مفقودة في المفروشات التجارية في العصر الرقمي. إضافة إلى ذلك، هناك اهتمام مُتزايد بالحرفية والسلع اليدوية، بالتساوي مع المنتجات ذات الإنتاج الضخم، التي تُهيمن على السوق. سواء كان ذلك عبارة عن سيراميك مصنوع يدويًّا أو منسوجات حرفية أو أثاث معدّ حسب الطلب، هناك رغبة في الحصول على أشياء تحكي قصة ولها ارتباط ملموس بالأيدي البشرية التي صنعتها.
[ad_2]
Source link