[ad_1]
انتشر أخيراً، في إطارِ الرجوعِ إلى الطبيعةِ الثريَّة بموادِّها المفيدةِ للصحَّة والطبِّ البديل، «الأروماثيرابي» أو العلاجُ بالروائح، وهو علاجٌ قديمٌ، لكنْ هناك اهتمامٌ مستجدٌّ به. والعلاجُ بالروائحِ فرعٌ من فروعِ العلاجِ بالنباتات، ويركزُ على استخدامِ الزيوتِ العطريَّة لأغراضٍ وقائيَّةٍ، أو مداواةِ بعض الحالات.
تحتوي الزيوتُ على الجوهرِ الحيوي للنباتات، كما تُظهِرُ بحوثٌ علميَّةٌ فاعليتها للبشر بشكلٍ متزايدٍ. صحيحٌ أن الزيوتَ العطريَّة غاليةُ الأثمان، لكنْ لذلك سببٌ فعمليَّة تصنيعها بطيئةٌ وشاقَّةٌ ومكلفةٌ. مثلاً، تُستخدم أكثر من 30 وردةً لإنتاجِ قطرةٍ واحدةٍ من زيتِ الورد.
حاسَّة الشم
توضحُ اللبنانيَّةُ فرح مهدي، الاختصاصيَّةُ المعالِجةُ بالزيوت العطريَّة، لقارئاتِ «سيدتي»، أن الشمَّ الحاسَّةُ الأقوى بين حواسِ الإنسان، والوحيدةُ التي ترتبطُ بالذاكرةِ والعواطف، وعليه يمكن الإفادةُ من العلاجِ بالزيوتِ العطريَّة عبر طريقتَين:
– الاستنشاق، إذ تسافرُ جزيئاتُ الزيوتِ العطريَّة عبر الأنفِ، لتتفاعلَ مع المُستقبِلات الشميَّة، فترسلُ الأخيرةُ إشاراتٍ إلى الجهازِ الليمبي في الدماغ، الذي يتحكَّمُ بالعاطفةِ، والذاكرةِ، والسلوك. ويقوم الجهازُ الليمبي بدورٍ في معالجةِ الروائح، وتحفيزِ الاستجاباتِ الفسيولوجيَّة مثل الاسترخاءِ، وتخفيفِ التوتُّر، وتحسينِ المزاج.
– تطبيقُ الزيوت العطريَّة على الجسم، حيث تدخلُ جزيئاتُ الزيوتِ الصغيرةُ مجرى الدم، وتخترقُ الطبقةَ الخارجيَّة من الجلد، لتصلَ إلى الأنسجةِ الداخليَّة، فتتفاعلُ مع مُستقبِلات الجسم، وتحفِّزُ تفاعلاتٍ كيميائيَّةً، ثم تنتقلُ الزيوتُ إلى أجزاءٍ أخرى، لتقدِّم فوائدَ علاجيَّةً مثل تخفيفِ الألم، وإرخاءِ العضلات، وشفاءِ الجلد.
لقراءة المُقابلة مع الاختصاصيَّة المعالِجة بالزيوت العطريَّة اللبنانيَّة فرح مهدي في النسخة الديجيتال، اضغطي هنا
آلاف المقالات
مع تقديمِ آلافِ المقالاتِ عن العلاجِ بالروائح في منشوراتٍ علميَّةٍ دوليَّةٍ رفيعةِ المستوى، أصبح «الأروماثيرابي» محوراً لدراساتٍ علميَّةٍ. في هذا الإطار، تُعدِّد الاختصاصيَّة فرح دراساتٍ، صدرت أخيراً، وأثبتت فاعليَّة العلاجِ بالزيوتِ والروائح العطريَّة، أهمُّها واحدةٌ حديثةٌ، تمَّ العملُ عليها العامَ الجاري للدكتورة كيمبرلي يونج، الباحثةُ بعلمِ الأعصاب في جامعة بيتسبرج، حول تأثيرِ الروائحِ في معالجةِ مرضَي الاكتئاب والزهايمر. تشيرُ الدراسةُ إلى أن زيوتاً عطريَّةً معيَّنةً مثل زيتِ الخزامى، يُحسِّن مزاجَ الأشخاصِ الذين يعانون من الاكتئاب، ويهدِّئ أعصابَ المرضى الذين يتلقُّون علاجَ السرطان، أو يشعرون بالضيقِ من التوتُّر بسبب الزهايمر. كذلك، تكشفُ الدراسةُ عن فاعليَّة زيوتٍ عطريَّةٍ أخرى، منها زيتُ النعناع، الذي يقوم بدورٍ كبيرٍ في تحسينِ الذاكرةِ وتنشيطها، حيث يطلقُ مادةَ «أسيتيل كولين» الفاعلة. وهناك أيضاً زيتُ إكليل الجبل، الذي يساعدُ في التركيز، بينما تسهمُ زيوتُ الورد، والبرغموت، وخشب الصندل العطريَّة في التقليلِ من التوتُّر والحزن. وتستخدمُ الزيوتُ بطرقٍ مختلفةٍ مثل الاستنشاقِ، والتبخيرِ، أو عبر وضعها على أماكنَ معيَّنةٍ في الجسم «أماكنُ النبض، وأسفلُ القدم، بحسب الحالة». لكنْ من الضروري انتقاءُ زيتٍ أصلي من مصدرٍ موثوقٍ للإفادة من قدرته العلاجيَّة.
وعلى زيتِ البرتقالِ الحلو العطري، أُجريت أيضاً دراسةٌ منفصلةٌ من قِبل الدكتورة لولو شيمك، المتخصِّصة بالعلاجِ الطبيعي في Kale Diagnostics، العامَ الماضي، وتناولت أهميَّةَ هذا الزيتِ في تخفيفِ القلقِ والتوتُّر بفضل محتواه العالي من “الليمونين”، وهو مركَّبٌ كيميائي ذو فوائدَ كثيرةٍ، منها تضادُ الأكسدة والالتهاب، والوقايةُ من الأمراض.
أنواع الزيوت العطريَّة
تنقسمُ الزيوتُ العطريَّةُ إلى الأنواعِ الأربعةِ الآتية:
– زيوتٌ عطريَّةٌ مستخرجةٌ من الزهور، منها الوردُ، والياسمين، وتستخدمُ بشكلٍ عامٍّ في كلِّ ما يخصُّ البشرة.
– زيوتٌ عطريَّةٌ مستخرجةٌ من الأشجار، منها الأرزُ، والسرو، وتناسبُ علاجَ التشنُّج العضلي، والتعب.
– زيوتٌ عطريَّةٌ مستخرجةٌ من الأعشاب، منها الزعترُ، والأوريجانو، ذات المحتوى العالي من مادة الفينولات التي تقوِّي جهازَ المناعة.
– زيوت عطرية مستخرجةٌ من الحمضيات، منها الحامضُ، وجريب فروت، التي تحتوي على مادةِ التربينات الأحادية Monoterpees، المتخصِّصةِ في تحسينِ المزاج، وتقليلِ التوتُّر.
طرق الاستخدام
تذكرُ الاختصاصيَّة، أن «طرق الإفادةِ من الزيوتِ العطريَّة كثيرةٌ، منها الاستخدامُ في الموادِّ التجميليَّة مثل إضافتها إلى الكريماتِ، والشامبو، والمقشِّرات، والماسكات، كما في المغاطسِ الساخنة، والساونا، ومزجها مع زيوتٍ حاملةٍ كزيتِ اللوزِ الحلو للتدليك، إذ لا يمكن وضعُ الزيوتِ العطريَّة، لكونها عاليةَ التركيز، على الجلدِ مباشرةً دون تخفيفها بزيوتٍ حاملةٍ».
الذكاء الاصطناعي
استفسرنا من الاختصاصيَّة عن كيفيَّةِ دمجِ الذكاء الاصطناعي بالعلاجِ بالروائح العطريَّة، فأجابتنا: «ابتكرت الدكتورة جيني تيلوتسون، وهي مخترعةٌ وباحثةٌ بقسم الطبِّ النفسي في جامعة كامبردج، جهازاً، سمَّته e-Scent، وهو قابلٌ للارتداء، ويستطيعُ الكشفَ من خلال مستشعراتٍ عن زياداتٍ محتملةٍ في مستوياتِ الضغط، أو حدوثِ تغيُّراتٍ في الصوتِ، ورائحةِ الجسم، فيطلقُ جرعةً صغيرةً من عطرٍ مخصَّصٍ، ليهدِّئ مَن يرتديه».
في قرونٍ قديمةٍ
في التقليبِ بأوراقٍ قديمةٍ، تبيَّن أن رينيه موريس جاتفوسيه، مهندسٌ كيميائي من ليون، صاغَ مصطلح «الأروماثيرابي» عام 1935، إذ اكتشفَ الخصائصَ العلاجيَّة لزيتِ الخزامى بعد انفجارٍ في مختبره، نتج عنه إصابته بحروقٍ كبيرةٍ. قبل ذلك، وتحديداً في القرنِ الخامسِ قبل الميلاد، كان أبقراط، يعالجُ المرضى بالأبخرةِ العطريَّة. وتوالياً، استُخدمت النباتاتُ، والمستخلصاتُ النباتيَّة بصورةٍ تجريبيَّةٍ لآلافِ السنين في الهند، وباكستان، وإيران، والصين، ومصر القديمة.
عام 1830 في جراس بفرنسا، ظهرت دراسةٌ عن الزيوتِ العطريَّة، وسرعان ما اهتمَّ بها عددٌ من كبارِ العلماء في ذلك الوقت مثل لويس باستور، وتلميذه تشارلز تشامبرلاند، وقد بحثوا جميعاً في تأثيرِ الزيوتِ المضادِ للميكروبات.
“من الضروري انتقاءُ الزيتِ الأصلي من مصدرٍ موثوقٍ للإفادة من قدرته العلاجية”
فرح مهدي
خاصّ بالعروس
قبل موعدِ الزفاف، تمرُّ كلُّ عروسٍ بفترةٍ عصيبةٍ، ولتجاوزِ الأمر، تقدِّمُ الاختصاصيَّة نصائحَ جماليَّةً وصحيَّةً، تتعلَّقُ بـ «الأروماثيرابي»، يمكن أن تُفيدها، هي:
– اختاري الزيوتَ العطريَّة التي تتناسبُ مع شخصيتكِ، وتعزِّزُ جمالكِ الداخلي والخارجي. في هذا الإطار، أنصحكِ بزيتِ الورد، فرائحته مميَّزةٌ وفريدةٌ من نوعها.
– أضيفي بعض القطراتِ من زيتِ الياسمين إلى «ماسك الوجه»، لبشرةٍ نقيَّةٍ ولمَّاعةٍ.
– استرخي في حمَّامٍ ساخنٍ وهادئ بعد إضافةِ ملحِ الهملايا، الذي يساعدُ في إزالةِ السمومِ من الجسم، وزيتِ اللافندر الخاصِّ بتهدئةِ الجسمِ والعقل.
– قبل زفافكِ بيومٍ، قومي بجلسةِ تدليكٍ للاسترخاءِ وزيادةِ تدفُّق الدم. في هذا الإطار، أضيفي قطراتٍ من الزيوتِ المهدِّئة مثل زيتِ البابونج.
– أكثري من احتساءِ الشاي الأخضر مع الأعشاب، فهو ينقِّي الجسمَ، ويعطيكِ شعوراً بالهدوء.
– مارسي التأمُّلَ لمدة عشرِ دقائقَ قبل النوم، مع استخدامِ زيتٍ عطري مفضَّلٍ.
[ad_2]
Source link